الأربعاء، 14 أكتوبر 2009

خيــــــــار صعب .. !!


هيـــــــام .. عشق .. أشواق ..حالة غريبة من السكر الروحي تمر به حنان جعلها تتصرف بقلب فارغ مغيب .. لا بعقل متزن واعي..القت بالهاتف بعفوية على السرير و التفت هي بصفحة وجهها واسدارت لليمين واغمضت عينيها بشدة ..فسالت قطرة حارقة دمعة تصف حالة من الانكسار ، الضعف ، شيء من الألم و الضياع و الشتات الداخلي و البعثرة الروحية ..

قلبها الان لا يريد الا التفاته ولو لثانية واحده من قلب خالد ،، اعتادت ان ترافقه في الصباح للمحاضرات الدراسية يستقبلها غالبا عند المدخل و يتصنع انه لقيها صدفة ،، تلتفت في المحاضرة فتجد أن زميلها يسترق النظر اليها عنوة .. انه يوليها نصيب موفور من الاهتمام و اخر من الحب الخفي ،، هي الان ترتقب اي رسالة هاتفية من خالد تداعب قلبها وتعيد له شيء من الفرح بعد أن هدت الاشواق قلبها و نسفت جبال الصبر فيه ،، تتسمر في فراشها مترقبة ،، هدوء يقض المجع ،، صوت عقارب الساعة و هي تعد الدقائق و الثواني يكاد يصيبها بالجنون ،، ترفع الهاتف لتنظر في الشاشة الرئيسة فلا تجد شيئا ،، تسمكه بيدها وتعاود النظر فيه مرات عديدة.. تكاد تفقد الأمل،،تريد أن تزيد من اشتعال اشواقها بسماع اغنية " الأشواق " تترنم مع كلماتها .. تتقطع أنياط قلبها وجدا و لهفة و ارتقاب ..

يقطع انسجامها وهيامها صوت هاتفها .. من ياترى في هذا الوقت فقد قاربت الساعة على الواحده بعد منتصف الليل .. تتطاول هاتفها بتثاقل.. تمسكة بلا مبالاة .. تنصعق .. لا تكاد تصدق نظرها .. " خـــالد يتصل " .. !!!!!!!!
خالد .. وفي هذا الوقت .. !! لا لا يمكن أن ارد عليه فالساعة متأخرة .. !! يتوقف الصوت و ينتهي الاتصال .. تنظر بانكسار للهاتف وتود لو أنها أجابت .. على الاقل لتسمع صوت خالد .. فشوقها ينازعها .. فقط تسلم عليه و تسأل عن حاله .. فقط.. فقط .. !! يرن الهاتف مجددا .. انه خالد .. !! أريد أن اجيب..لن أطيل في الحديث معه .. تمسح دموعها و كأنه يراها .. ! تحاول ان تستعيد صوتها المبحوح بعد بكاء طويل .. تجلس على السرير مستندة على وسادتها

وبصوت ناعم متغنج تقول : ألو مرحباً

مرحبا حنان ،، اسف جدا على هذا الاتصال في هذا الوقت المتأخر ..

تكاد تطير فرحا .. اااه ما أجمل صوت هذا الانسان .. أجمل اغنية اسمعها في حياتي - تخاطب أعماقها -

ألو حنان .. !!

الو الو ..

لا بالعكس فقد اسعدني اتصالك في الحقيقة - شيء من الحمرة يخالط بياض بشرتها ليصف حالة الخجل التي تشعر بها -

شكرا على الرسالة الهاتفية حنان فقد كانت جميلة و في الحقيقة لقد وصفت ما أشعر به بالضبط

يسترسل خالد بوصف شعوره باسهاب لحنان .. أشواقه ..امانيه ان تنتهي العطلة سريعا ليتجدد اللقاء .. يحاول أن يصف لها رغبته الصادقة في ان يتم هذا التواصل بينهما ..تشاركه حنان الافصاح عن هذا الشعور بعد فترة من الحوار اللطيف قاربت النصف ساعة ..وجدت فيها حنان متنفسا شعوريا لها و لمشاعر الاشواق الدفونة داخلها تخالط أحشاءها .. احساس اخر يجعلها تحلق بجناحي الفرح وهو أن الطرف الاخر يفهم شعورها بل يبادلها اياه شعرت ولوهله وكأنها ملكت الكون بيديها وقبضت عليه .. شعرت أنها اسعد نساء أهل الارض على الارض .. الان تنام متوسدة الحب ..تغمض اجفانها لتواصل رحلة اللقاء .. لقاء العشاق عبر احلامها الوردية المنسوجة من الود الذي يبثه قلبها و الشوق الذي يحاكي احشاءها .. و الهيام الذي ينسيها كل أحزانها ..

تمضي الايام بطيئة كما تشعر بها حنان ..تتطور وسائل الاتصال بينها و بين زميلها خالد الذي أصبح
صديقها المقرب .. يتصل في أي وقت .. تحادثة عبر وسائل الشبكة العنكبوتية المختلفة .. الرسائل الهاتفية الغزلية اصبحت لازمة يومية تتبادلها حنان مع خالد ..!!

:
:

بينما تجلس حنان في بهو الصالة الكبير مستقبلة النافذة ..لتجعل نظرها يتجول بين ربوع حديقة المنزل العامرة..
بساط أخضر وكأنه قلبها المنتعش بالحب .. سمـــــــــاء صافية ممتدة تتلألئ فيها بضع نجيمات ساطعات بينما يتربع القمر على عرش السماء بكل كبرياء .. تتأمل تأمل الهيمان وترى انعكاسه مشاعرها على صفحات الكون الفسيحة .. و كأن الكون بأجمعه و سعته وجماله ليس الا صفحة من صفحات قلبها المتيم ..

تمد يدها نحو المنضدة الزجاجية القريبة منها لتتناول كوب القهوة .. و ترتشف منه رشفات تزيد من هيمانها فرائحة القهوة تصيبها بسكر عاطفي غريب للغاية .. قرع أقدام يزداد صوته علوا و هذا يعني ان شخصا ما يتجه نحوها و يقترب منها .. تلتفت التفاته سريعة و اذ بها أمها مبتسمة ابتسامة عريضة تحمل في طياتها الكثير .. تجلس بهدوء على الأريكة مقابلة لحنان .. تصمت لبرهة .. تحاول ان تستنشق الهواء بهدوء تضع رجلها اليمين على رجلها الأخرى .. تنظر في عيني حنان الشاردتين ..

الأم : حنان لقد اتصلت بي اليوم السيدة نورية صاحبة المنزل الأبيض الكبير ،،

الذي يقع قي الجهة اليمنى من الشارع
الرئيسي الأول ..

حنان : مممم ،، السيدة نورية زوجة المحامي مــاهر ..؟؟

الأم : نعم .. هي هي ..

حنان : حسنا و ماذا تريد .. ؟؟

الأم : في حقيقة الأمر ،، هي تريد أن تخطبك لابنها الكبير جمال ،، لقد تخرج للتو من كلية الحقوق

و هو الان يزال عمله كمحامي مرموق في احد المؤسسات الحكومية الراقية ..و ..

تسترسل أم حنان في حديثها بينما تنصعق حنان و تبقى واجمة في مكانها لا تستطيع أن تنبس ببنت شفة ..

تنتقل لعالمها الاخر .. حيث خالد " حبيبها " .. !!

معادلة صعبة للغاية .. خالد زميل الدراسة الذي اصبح حتى أقرب من زميلاتها مها و دانية ،، يعرف كل شيء عن حياتها

ما تحب وما لا تحب ،، قريب من أفكارها ،، يستوعب مشاعرها ..

لكنه في النهاية لا شيء .. !!

و بين ذلك الشاب الذي يدعى جمــــال الذي يريدها زوجة .. ترعاه و تكون له السكن و الاستقرار ..

لا تعرف عن جمال سوى ما تسمعه من أبوها من و أخوها من حسن خلقه ،، و ما تعرفه هي من أمه

من رقي عائلته و حسن سيرتها .. !!

الأم : أنا أعتقد يا حنان أنه مناسبــ لك تم....

حنـــــــــان .. حنـــــــــــــــان .. هل سمعتي ما قلت .. ؟؟

:

بين جمــــــــال و خــــــــــــــــالد تضيع حنان

بين
القلب و العقل ..

بين الحق الذي قد لا تميل له بكليتها ..

و بين الباطل الذي استهواها ..

بين العلاقة الحلال ..

وتلك التي لا تشك ابدا في انها محرمة .. !!

:
:

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ســـــــارة المرزوق