الأحد، 28 سبتمبر 2008

عندما تتذوق الأرواح !





أعجبني ما قرأته في أحد الكتب

" أيها الناس :

قبل أن نتحدث اليكم في هذه

الدعوة عن الصلاة و الصوم

و عن القضاء و الحكم و عن العادات و العبادات

و عن النظم و المعاملات، نتحدث

اليكم عن القلب الحي، و الروح الحية

و النفس الشاعرة،

و الوجدان اليقظ و الايمان العميق "

" ان الاسلام يريد في الفرد :

وجدانا شاعرا يتذوق الجمال و القبح

و ادراكا صحيحا يتصور الصواب و الخطأ

و ارادة حازمة لا تضعف و لا تلين أمام الحق "


:
:



فكرت مليا في تلك الكلمات و الجمل ..

و اطلقت لعين قلبي العنان لتبصر

ما تحويه تلك الحروف من قوة

وجدانية .. و سبحات روحية رائعة

فأدركت حينها ان الأرواح الحية اليقظة تتذوق

وتعيش بكامل و جدانها

و تبصر كل شيء بعين قلبها

و ان الاسلام يربي في افراده اليقظة الروحية

الدائمة و الروح النقية التي تعيش بوجدانها و

شعورها المرهف الرقيق ..

:



فالمسلم يملك روحا

تدور دائما في فلك الفكر ..

و تمعن النظر فيما حولها

و تتذوق رووعة الاحساس و جمال المشاعر

و ترى الكون و جماله و تبصر الأحداث

و أبعادها بعين قلبها قبل ان تبصرها

بعين الجسد !

:
:



الم يقل الله عز وجل

(( أومن كان ميتا فاحييناه

وجعلنا له نورا يمشي

به في الناس كمن مثله في

الظلمات ليس بخارج منها)) ؟؟

فالايمان حياة الارواح ..

ومن لا يحيا بالايمان

فهو يعيش حياة الجسد

ولكنه مقتول الروح ..

جامد المشاعر

راكد الأحساس ..

فاقد للتذوق الروحي و الوجداني

فكم من جسد ميت يحمل بين حناياه روح يقظه

متقدة .. متذوقه .. تواقه

وكم من جسد حي يحمل بين ثناياه روح مقتوله

او موشكة على الموت يكاد

الجمود و الماديات تقضي على اخر زفراتها

:
:




نصلي خلف الامام في صلاة القيام

يتسرب صوته الشجي الى اعماقنا

فيلامس اوتار ارواحنا برقة

فيشعل في داخلنا مصابيح القلوب

و يسرج منارات الضياء الايماني

فتنتعش الارواح بذكر خالقها وبارئها

:
:

تتذوق الأرواح لذة المناجاة

و تتذوق جميل الخطاب

الرباني الرقيق و هو يردد

يا عبادي .. ياعبادي

و تتذوق الارواح

طعم الألم و الخوف من القوي الجبار جل جلاله

فتهتز الأرواح و ترتعد

فتتسرب تلك الحياة الروحية

الى كل خلية في الجسد

فتسيل الدمعات كالجمان على الخدود

و تعتصر القلوب ..و تحلق الارواح ..

:
:

هكذا تتذوق الارواح

وبهذا تحيا القلوب و الأجساد

:
:




صاحب الروح الذواقة و النفس التواقة

يرى جميع الأمور و الأشياء حوله بعين قلبه

و يتذوقها بروحه

فهو يعيش مع الكون حوله بتناغم و انسجام

لا يرى الأمور

كأشياء جامدة و ولا تمر عليه

الكلمات و الأحداث و الايات

كأمور عابرة

بل يجب ان تلامس قلبه ووجدانه

و يتذوقها بروحه وكيانه

فهو يرى ما وراء الاحداث..

فيتميز لديه الخبيث من الطيب

و الحسن من الدميم

و الصالح من الطالح ..

و لن يستطيع ان يصل الى هذه المرحلة من التذوق

الروحي الا اذا احيا روحه و ايقظ وجدانه

بادامة التفكر و اطلاق عنان التبصر

و التذكر ..

و عاش بوجدانه الشاعر

:



يرى الشجرة .. ندية الاغصان

مخضرة الاوراق .. فيمعن النظر لها

و يبصرها جيدا بعين قلبه و يتذوق جمالها

بروحه ..

فتنطلق في اعماقه صيحات التكبير

لخالق النقير و القطمير

و لمولاها و مولانا الجليل

سبحان من يسبح كل شيء بحمده

و سبحان من يخضع لعظمته كل شيء

و سبحان من يخشع لذكره كل شيء ..

سبحان من يعلم عدد ورق الاشجار

و عدد الزروع و الثمار

:
:



تذكره الشجرة بالكلمة الطيبة ..

فالكلمة الطيبة اصلها ثابت في

الأرض و فرعها ممتد للسماء

تؤتي أكلها كل حين باذن ربها ..

:
:

يرى الشجرة .. فتذكره بأشجار الجنة

ساقها من ذهب

فتطير نفسه شوقا لذلك المكان

الذي يحث الخطى نحوه

فتتحرك خلايا لسانه مردده

(( سبحان الله و بحمده ))

و من قال سبحان الله وبحمده غرست له الان

نخلة في الجنة ..

:
:

شجرة ..

اصلها ثابت

تؤتي اكلها لكل الناس

دون تمييز ..

يستظل بظلها الفقير و

ينام تحت وارف ظلالها عابر السبيل

و يأكل من ثمارها المسكين

تعطي بلا مقابل

و تبذل دون منه

و هكذا يجب ان يكون الانسان المسلم الحق

:
:

شجرة ..

نراها كل يوم وفي كل مكان

لكن هل فكرنا ان نبصرها

يوما من الأيام بعين قلوبنا

و نتذوق جمال صنعها

وروعة خلقتها بأرواحنا ؟؟

ونبصر من خلالها .. عظمة الخالق


:
:



هكذا تتيقظ الارواح النائمة

وبهذه النظرات القلبية و التذوقات الفكرية

الروحية .. نتذوق طعم الحياة

و نذوق حلاوة الايمان

و نعيش بوجدان حي و شاعر وجسد فيه لسان ذاكر

و قلب خاشع و عين دائمة الدمع

من خشية الله عز وجل ..

:
:





للسماء الممتده

و للغيوم المبعثرة في كبدها كالثلج

و للنجوم المنتثرة كالقناديل المضيئة

و للقمر بسناه المضيئ بخجل

و للشمس المتوهجة بقوة

و للبحر الممتد و ما فيه اعماقه و اغواره من اسرار

و للزهر المختلف الألوان و الأشكال

و لحركات أغضان الاشجان وهي تتمايل مع الرياح بتناغم

و للتفاحة الحمراء اللامعة

و لنسمة الهواء العذبة الرقيقة التي تنعشنا

و للندى الصافي في اول الصباح الباكر

لليل وسكونه و شده حلكته وسواده

و للنهار وسطوعه و حركته..

روعة وجمال و طعم خاص وغريب لم نعهده

لاننا دائما نبصر بعين اجسادنا المجردة

لكننا اذا ابصرنا بعين قلوبنا

و تذوقنا هذا الجمال بأرواحنا

فللجمال طعم اخر .. وللحياة كذلك

:
:



ان في ذلك لايات لألي الالباب

SARA

هناك 6 تعليقات:

Qanoonya~6moo7a يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

:)


كلماتج يا ساره لابد أن تترك بصمه فيني

جميل جداً ما كتبتيه

>>إندمجت حدي مع الموضوع


يعطيج العافية و باركَ الله فيج إختي

الغالية :)

و دمتي دوماً متألقة و مبدعة

جعلها الله ثقيلة في موازين حسناتج

إن شاء الله...

و عيدج مبارك و كل عام و إنتي بخير يارب

^_^

منطلقة بطموحي يقول...

عيدج مبارك سارووونة :)
و الله يعطيج العافية على هالمقالة الحلوة :)

لين يقول...

بالفعل ما نتميز به عن الغير هو ربط كل ما يحدث حولنا بعظمة الخالق سبحانه وبهذا الفتفكير تسموا الأرواح لمكانها الصحيح في التفكر بعظمة خالق السماوات :)
موضوع جميل بوركت :)

غير معرف يقول...

الارواح عالم من الاسرار لايسعه كتاب
قد ابدعت في سردك
شكرا لك لهذه الفسحه الجميله في عالم من الغموض
كوني بخير

بصمة منـــارية (: يقول...

وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته ..

مرحبا بالغالية منال .. لاخير في

الكلمات اذا لم تسقى بجرعة حياة

تتشربها النفوس فتحيي بداخلها معنى

و تثير صدى ..(:

دمتي بخير أختي الحبيبة (:

_________________________________


مرحبا : المنطلقة بطموحها (:

أيامج سعيدة .. شكرا لمرورك العذب

بصمة منـــارية (: يقول...

مرحبا لوجودك هنا عزيزتي (( لين ))

الأرواح اليقظة هي التي تستعذب كل شيء و تعيش و تنسجم مع كل ما حولها و تتفكر به ..

دمتي بخير و عافية دائمة (:

____________________________________

مرحبا أخي الكريم (( حامل المسك ))

فعلا الروح و عالمها سر من الأسرار

(( قل الروح من أمر ربي )) ..

جزاك الله خيرا ..