السبت، 22 أغسطس 2009

رحلة حب في بدايتها .. !!

تجف الدموع في عيني حنان و تبدأ نبضات قلبها بالتسارع .. تتسابق الأفكار الى ذهنها ..تكرر النظر .. تسرع أناملها للضغط على فتح.. يتجول نظرها بين الحروف سريعا و يبقى ذهنها خاليا من كل شيء عدا تلك الرسالة التي وصلت من خالد .. ! تبتسم ابتسامة منكسرة .. تسترخي على السرير بهدوء .. تنظر باتجاه النافذة حيث بقايا من أشعة الشمس قبل المغيب..تهيم في التفكير و تضيع في عالم الخيال الوردي .. يزورها طيف الزميل خالد ولكنه الان خالد الصديق .. أو ربما وعلى استحياء الحبيب القادم الذي سيبدد ظلام الوحده القاتلة و سيروي ظمأ الروح الهائمة في عالم معتم شديد القتامة .. !! في عالمها الحالم ترى خالد ..ممسكا بيدها .. ماسحا دمعها ناظرا في مقلتها الشاردة .. تتردد على مسمعها عبارات الرسالة الهاتفية و كأنها تسمعها بصوته ..

" زميلتي حنان أعتذر على التطفل ..ولكنك كنت تبدين حزينة اليوم وشاردة الذهن في المحاضرة .. أتمنى أن لا يكون سفر الزميلة مها سببا في حزنك الشديد و تذكري أن كل الزملاء بجانبك .. وانا هنا لاساعدك .. أعتذر مرة اخرى "

لم يكن من بين أحرف الرسالة ماهو فريد او مميز ليجعل حنان تغط في كل ذلك الهيام و تسبح في ذلك العالم العاشق .. لكنها لحظة ضعف .. عطش روحي يبحث عما يرويه .. خواء عاطفي يبحث عما يشبعه .. شعور بالوحده يتملك حنان ..و يملا عليها الأرجاء وتريد أن تعوضه .. حاجة داخلية لمن يشاركها الألم .. يسمعها .. يفهمها .. يرقب نبضات قلبها.. التي تنبض بشدة ..ضيق تريد أن تخرج منه بأي طريقة كانت !!

تسرقها الذكريات من عالمها الوردي لترميها في احضان الماضي ولتسمع صوت الضمير يتردد من جديد ..لحظة دخولها الجامعة .. مبادئها التي كانت تتشبث بها .. رفضها القاطع للزمالة ..ومواقف اخرى و اخرى .. !! تقطع الشريط سريعا .. تشعر بنشوة من الكبرياء تجتذبها نحو الاصرار على ما هي عليه .. تكمكم افواه الحقيقة المرة التي تصدح بداخلها .. " لقد تغيرتِ يا حنان وانسقت وراء اهواءك البائسة "

تتجه نحو المراة .. تنظر في انعكاس عينيها .. تمسك بخصلة من شعرها و تغني بدلال " اغنية العاشق" ..!! سأرتمي بين أحضان الحب غير اابه بالنهاية فالحياة تجارب .. !! تحدث حنان نفسها بصوت مسموع..

:
:

تنتعش العلاقة بالحب الخفي بين حنان وخالد رغم ان كلاهما يحاول اخفاء صريح تعبيراته و يحاول ان يعبر عن مكنوناته بطريقة مغلفة بالاستحياء و منثور عليها بعض الرسمية و بقايا من مبادئ كانت تؤمن بها حنان في سابق العهد ولكن هيهات للعاشق ان يخفي ما يحمله الفؤاد .. فان صمت اللسان تحدثت العينان و اعلن القلب انتفاضة سريعة تعم الجوارح فيستنفرها فتتجلى معالم الحب صريحة في كل خلية و مع كل نبضة ..

حنان و خالد قصة حب في بدايتها ..


عالمها الداخلي بدأ يتسع شيئا فشئا ليحتوي كل ذلك الحب .. و تلك الاشواق .. هل فعلا انا حنان .. انا الان اسبح في بحر من الحب و اعوم بزورقي الخشبي واركب امواجه باحثة عن مرافئ الهدوء و الاستقرار النفسي الذي افتقده في عالمي الصاخب ..

يستقبلها خالد في أول الصباح ليجريان حديثهما على انغام الرومانسية الحالمة على استحياء يتجهان لقاعة المحاضرة لتبدأ رحلة الهيام تحت قرع كلمات الفلسفة و المنطق التي يقذفها الاستاذ في الهواء وتنتهي الرحلة على اعتاب كلمة نراكم غدا في المحاضرة القادمة .. ! لتبدأ بعدها رحلة اخرى و تتبعها اختها .. الى ان يحين وقت الوداع ..وتجدد اللقاء ..!

:
:

لأول مرة تشعر حنان انها لا تحب العطلة بتاتا .. لا تريد أن تنقضي أيام الكلية رغم التعب .. المحاضرات .. ورش العمل بعض الأساتذة الدكتاتوريون .. لقد أصبحت الجامعة هي مكان اللقاء .. نعم " اللقاء " .. اللقاء رغم سرعة انقضاءه و قلة ساعاته .. ولكنه كان كفيل بأن يجعل ذلك القلب يتعلق بذلك الشخص .. !! يطرب لحضورة و يشقى بالبعد عنه .. لا يرى من جمال الدنيا شيئا يضاهي جمال طلته البهية ولا يسمع منها اجمل من وقع حروفه على مسامعها عندما يقرعها .. خالد هو كل شيء .. ولذلك سأبذل في سبيل حبه كل شيء و لأكن صريعة لحبه ان اراد ذلك مني ورضيه .. هكذا الحب يفعل الافاعيل .. !

:
:

تبدأ العطلة الربيعية و تبدأ معها رقعة الألم تتسع في قلب حنان و حياتها.. فراغ قاتل يملأ الأرجاء .. أينما استدارت وجدت شبحين يلاحقانها شبح الوحدة و الفراغ .. تخرج بصحبة الأهل تارة و الزميلات تارة اخرى لكنها ما تلبث الا يسيرا حتى تعود لتصبح سجينة هذه المشاعر القاتلة .. تتلقى رسالة هاتفية من أحدى الزميلات لها في الكلية : حنان ما رأيك مشاركتنا في الدرس الايماني الذي تقيمه احدى اللجان الخيرية.. أعلم ان وقت العطلة مليء بالفراغ ستستمتعين معنا بالتأكيد..تمسح حنان الرسالة على عجالة فالضمير الحي بدأ يستعيد الحياة من جديد وبدأ نداءه يصدح في داخلها من جديد .. حنان .. لقد تغيرت بسهولة .. !! انظري الى دولاب ملابسك كيف اصبح نوع الملابس التي ترتدين .. انظري الى كل تلك الأصباغ التي تملأ ذلك الرف لتضعيها في وجهك في كل صباح قبل مغادرة المنزل .. قيم تبدلت في داخلك .. مبادئ ابتعتيها في سوق كاسد مزيف زيفته لك مها وباقي الزميلات بقولها الحياة الجامعية تتطلب منا هذا .. يجب ان نجاري التيار .. أصبح لك زملاء .. اصبحت تبادلينهم الحديث و الضحك بعد أن كنت ترفضين هذه العلاقات بشكل قاطع ..ومع هذا كله اصبحت أكثر تعاسة واحباط .. أكثر تعبا .. و اكثر عطشا للدنيا و زينتها الزائلة .. !! ماذا جرى .. المبادئ يا حنان لا تتغير بتغير الزمان و المكان .. و صاحب المبدأ يجب ان يبقى على مبادئه حتى و ان تغيرت الدنيا كلها حوله .. حتى و ان تبدلت جميع قيم الناس و اخلاقهم .. فالنهاية لن يستمر ويبقى غير الصح وما عداه فهو فاني زائل لا محالة
:
:

بالاضافة لكل هذا فهناك شعور داخلي قاتل شديد الالحاح .. تعلق قلبي بزميل الدراسة خالد .. باقة من الاشواق التي اصبحت اشواك تدمي فؤادها الفارغ .. الشارد .. التائه..
تريد أن تبوح و تسترسل بنسج الكلمات لتصنع منها ثوابا للحب و اخر للعشاق ..
تمسك الهاتف ترسل رسالة ..

- ليس العجب ان نشتاق بل العجب ان يزداد لهيب الأشواق في داخلنا رغم البعد -

المستقبل : خالد .. !!

السبت، 8 أغسطس 2009

وداع ..(5)

تجتمع مها و حنان كما اعتادتا في (( الكفتيريا )) في أول الصباح الباكر وقبل المحاضرة لطرد ما تبقى من نعاس يداعب اجفانهما عن طريق احتساء كوب من القهوة تضيف عليه حنان قليلا من الشكوكولاته المطحونه لتستلذ بكل رشفة من رشفاته الحارة .. قطعة صغيرة من كعكة الكاكاو تشتهيها مها احيانا لتأكلها بكل انسجام مع كوب القهوة الباردة التي تفضلها و التي تشربها دائما و كأنها أحد الطقوس اليومية التي يجب ان تمارس قبل الصعود للطابق الأول قاعه 123 لحضور محاضرة اللغة الانجليزية .. تحمل حنان حقيبتها البنية المصنوعة من الجلد الطبيعي على كتفها الأيمن و تحمل بين ذراعيها مجموعة الكتب و المذكرات الخاصة بالمحاضرات الدراسية .. وتتجه هي و مها الى حيث المحاضرة .. تلقيان التحية و تتبادلان الضحك و الحديث مع من يلقيان في الطريق من الأصدقاء .. يصلان لقاعة المحاضرة و لازالت في الوقت متسع .. تقريبا 20 دقيقة حتى بداية المحاضرة حنان تعالي لنجلس داخل القاعة الدراسية فهناك موضوع مهم جدا يجب أن اخبرك به .. موضوع مهم وجدا .. ماذا يا ترى .. يبدو انك مخطوبة يا مها .. !! وتضحك حنان و تشاطرها مها الضحك ايضا .. لا ليس الأمر كذلك .. هيا ابدئي الموضوع سريعا .. فانا لا احب المقدمات و اكره اسلوب التورية هيا يا مها .. فانا ما بين خوف و لهفة لمعرفة ما يطلقه لسانك الان .. تضحك مها بشدة ضحكة تجعل جميع من في القاعة يلتفت باستغراب .. !! حسنا لا تستعجلي ساتيك بالخبر .. الم احدثك في بداية السنة الدراسية عن رغبتي الجامحة لدراسة الهندسة في بريطانيا ولكني قلت لك ان هذا من سابع المستحيلات .. فالقبول في الجامعة التي اريد صعب جدا..ممممم .. لا اتذكر و لكن اكملي ثم ماذا .. (تجيب حنان )
تنظر مها في عين زميلتها جيدا و تخبأ في اعماقها سعادة غامرة لا تكاد توصف .. بينما تنظر حنان الى مها بعينان وجلتين تحتبس فيهما الدموع .. واخييييييييييرا .. لقد تلقى والدي طلبا من أحد الشركات العالمية للعمل هناك وقدمت له الكثير من الامتيازات و منها دخولي في أحد الجامعات في بريطانيا ليست الجامعة التي اطمح ولكنها قريبة منها من حيث القوة و الشهرة (: .. وترتسم على وجه مها ابتسامه سعادة و فرح .. بينما تلتزم حنان الصمت و الشرود .. سنعيش هناك ربما لمدة 10 سنوات و من المحتمل ان تستمر لأكثر من ذلك ..!! ((:

:
:

جمعتني بك الأيام على غير سابق موعدٍ للقاء ..

و قد كان بالنسبة لي احلى لقاء..

ثلاثة اشهر تقريبا اراها اليوم وكأنها ثلاثة دقائق فقط او ربما ثوان..

شريط الذكريات يقهرني
يقطعني .. يصر على ان يرغم دموعي على السيلان .. !!

ها قد أوشك الفصل الدراسي الأول على الانتهاء .. و ها قد قاربت رحلتك على الابتداء

وكما جمعتنا الأيام في أجمل لقاء .. هاهي اليوم تجبرنا على الافتراق

فبعد ان صافحتك مصافحة اللقاء الذي اشرقت فيه وجوهنا بالابتسامة ..

اصافحك اليوم مصافحة المودع لتعلو وجوهنا الدموع .. !!

مها ستذهبين وتتركيني وحيدة الا من الذكريات ..

سأصاحب الدموع و اصارع الوحدة !
سأذهب للجامعة لوحدي ..

و أجلس لانتظار المحاضرة لوحدي .. و أذهب للكفتيريا لاكل لوحدي


و ادرس للامتحانات لوحدي .. و اذا تعسر علي أمر أو ضايقني سأرفع سماعة الهاتف

لأسمع صوت الوحده يلاحقني
من جديد ..

مها وفقك الله في دراستك .. و سيظل قلبي مرهفا حتى يتجدد اللقاء ..

مها .. أحبكِ

صديقتك : حنان


:


تنتهي حنان من كتابة الرسالة التي سترفقها مع علبة وردية صغيرة ملأتها بالحلويات التي تحبها مها .. تضعها على المنضدة القريبة من سريرها .. تطفئ جميع انوار الغرفة و تتجه نحو السرير..وعلى الوسادة تتساقط قطرات الدموع بهدوء .. و صوت نحيب خافت يتسلل من اسفل ذلك الغطاء الأزرق الذي تلتحفه حنان ..

:

في حفلة وداعية صغيرة تقيمها زميلات مها وحنان في الكلية ويحضرها جميع الزملاء لتوديع مها بعد تقديمها الامتحان الاخير في مادة
علم المنطق .. الكل يصافح مها بحرارة ويلقي عليها كلمات الثناء و يتبعها بكلمة
حقا سنفتقدك .. الاجواء منتعشة بالضحك و الغبطة لمها لأنها ستكمل دراستها في بلد الضباب بريطانيا و ستعيش هناك مدة ليست بالقصيرة .. تستقبل مها جميع هذه الكلمات و تلك الهدايا البسيطة بابتسامة عريضة للغاية .. وسرور لا يوصف .. تتجه الأنظار بعد السلام على مها نحو حنان و بنبرة اخرى حزينة : حقا ستفتقدين مها يا حنان.. !! تحاول حنان ان تثبت على غموضها و ان تكتم جميع احساساتها التي تخنقها و تقهرها من الداخل.. الدموع ..الألم .. الحزن .. تحاول ان تواريها بابتسامة مصطنعة او ضحكة صاخبة لتوصل رسالة لجميع العقول و القلوب التي تعزيها بفقد مها و تبين للجميع انها ثابتة و قوية و لن تهزها لحظة الفراق بسهولة .. فبعد مها ألف صديقة اخرى .. !!!

نظرات غريبة كانت تلاحقها من بعيد .. و كأنها تقول وبكل اصرار : حنان انتي في قمة الانكسار و الضعف.. انها نظرات خالد التي
يرسلها من بعيد ..
تحاول مها تجاهلها بشدة ولكنها تصر على الملاحقة .. ومن بين تلك الأجواء الصاخبة بالضحك و الحديث المتنوع بين جميع الزملاء في الفصل يقتنص خالد فرصة شرود حنان ليبادلها الحديث .. يحاول الدخول لها من باب الأحاديث الدراسية و الصعوبات التي واجهاها في دراسة مادة علم المنطق و بعدها بدأ يعرج خالد بالحديث ليتكلم عن مها و كيف ان الجميع سيفتقدها فاسترسلت حنان بالحديث و بدى خالد متجاوبا بشكل كبير و كأنه يلمح لها انه يفهم شعورها جيدا رغم انها تحاول كتمانه.. لأول مرة تشعر بشعور غريب نحو زميل الدراسة خالد .. في لحظة ضعف قاتله هو الوحيد الذي استطاع ان يتسلق جميع جسور الغموض في مشاعرها ليصل الى الحقيقة .. يعي شعورها جيدا بل ويحاول ان يشاطرها اياه كنوع من التخفيف عنها .. !! خالد لم يعد زميل دراسة فحسب بل هو اخ عزيز .. و ها أنا وفي احلك الظروف اجده تجاهي يشاطرني ويربت على قلبي المنكسر بهدوء .. شكرا خالد .. شكرا لأنك هنا وفي هذه اللحظة بالذات .. !!

بهذه اللهجة كانت حنان تخاطب نفسها في أعماقها في لحظة صمت .. و تتبعها بنظرة امتنان و انكسار في الوقت ذاته لترمق خالد بخجل شكرا جزيلا خالد لأنك تفهمني في هذه اللحظة بالذات .. !!

:
:

تتعانقان في اخر عناق لهما .. ! وتختلط دموعهما على الخدود وتمتزج المشاعر .. تتفرق الايدي وتبتعد الأجساد تدريجيا .. و تخطو اسرة مها خطواتها الاخير نحو صالة المغادرون تقف حنان تكفكف دموعها بينما تحاول دانية ان تهدأ من بكاءها و تداعبها احيانا ببعض العبارات لعلها تستطيع ان تخفف عنها ..

:

شعور بالوحدة و الفراغ يكاد يخنق حنان .. خواء روحي و ألم عميق و احاسيس مختلطة شعور بالضياع و اخر بالضيق .. غريب كل هذا خلفه فقد مها .. هل فعلا كانت مها كل شيء في حياتي.. ! مع ان فترة احتكاكي بها لم تكن بالطويلة .. لكنها كانت تشاطرني كل شيء ،، طريقتي في اللباس مساحيق الوجه التي اضعها ،، دراستي ،، ندخل للجامعة سويا و نخرج منها سويا ،، لقد اصبحت مها الاخرى و كأن شخصيتي قد مسخت .. !! اصبحت تمثال مها الذي يتحرك معها ،، حتى قيمي التي كنت أحملها تبدلت .. !! و الان وما ان سافرت مها وغابت حتى بدأ تمثالي بالاهتزاز حتى الانكسار .. !!!

انا محطمة .. انا غبية .. غبية ..

تبكي حنان وتنتحب بشدة و تتفجر في اعماقها مكامن الشجن و تشتد النزاعات الخامدة بين قلبها و ضميرها ..شعور باليأس
واخر بالضعف .. و اخر بالاحباط .. ومن بين كل تلك الصراعات المحتدمة و الدموع السياله و المشاعر المحبطة .. تصلها رسالة هاتفية تمد يدها بلهفة نحو الهاتف فلعلها مها تريد ان تخبرها ان الطائرة قد تعطلت عن العمل او ان الاسرة تراجعت عن القرار
او..

في الشاشة الرئيسية يظهر اسم المرسل ..

(( خالد-علم المنطق ))

هكذا قد حفظت رقم هاتفه النقال قبل شهر تقريبا عندما استعارت منه احدى مذكراته

التي يلخص فيها الدروس ..

ترتجف يدها .. تتسارع دقات قلبها .. تتسابق الأفكار الى ذهنها ..

خـــالد .. وفي هذا الظرف القاهر ..!

ماذا تحتويه رسالته الهاتفية يا ترى ..!!!



sara al.marzouq


السبت، 1 أغسطس 2009

عندما ينكسر الحاجز .. !!

تحتدم الصراعات في عقل حنان وقلبها ..

و يكثر الجدال بين لبها و ضميرها النابض بالحياة ..

تتقدم خطوة نحو الباب لكنها ما تلبث الا وتعيد ادراجها للخلف ..

ضميرها يمنعها من الاقدام على الدراسة مع فتى يدعي انه زميل ..

ترسم حنان صورة لها في مخيلتها و هي جالسة على الطاولة مقابلة

لذلك الشخص الذي يدعى خالد باسم انه سيشرح لها الدرس هي و مها ..

يال الهول .. ماهذا .. ماذا اريد ان افعل .. !!

لكني سأضع الكثير من الحدود .. ولن اسمح له أو لأي شخص ان يتجرأ

ثم انني لماذا اضخم الأمر بهذه الصورة لست الوحيدة التي تلجأ لشاب كي

يدرسها ما تعسر عليها فهمه .. ثم انني لست اجلس اليه لوحدي بل مها موجوده

يجب ان اكون جريئة قليلا فأنا طالبة جامعية ..لماذا اضخم الموضوع كهذا

كل ما في الامر ان خالد سيشرح لنا الدرس .. لماذا كل هذا التعقيد يا حنان !

و حتى تُسكت حنان جميع الصراعات المتأججة داخلها ..

امسكت بمقبض الباب و بحركة سريعة فتحته و قالت و الخجل يعتصرها

السلام عليكم اسفة على التأخير .. !

وجنتاها حمراوين .. عيناها خجولتين و لا تكادان تفارقان الأرض .. !

لابأس تفضلي فقد بدأنا للتو بالشرح و سأعيد ما بدأنا به بشكل سريع (( أجابها خالد))

حنان في خطى متثاقلة خجولة تصل الى مكان الطاولة و تجلس ..

خالد منهمك في الشرح و يحرك يديده في جميع الاتجاهات .. يرفع صوته تاره

ويخفضه اخرى .. يتناول القلم و يخط به بعض الرسوم التوضيحية على ورقة منفصلة

يضع خطوط عريضة جدا على بعض السطور و احيانا الكلمات و يكتب بجانبها مهم

يحاول بجميع الطرق ان يبين لحنان ومها انه مهتم بأمريهما جيدا و يستعرض مهاراته

الدراسية بكفاءة عالية .. فعلا انه متقن للشرح و يعرف كيف يوصل المعلومة

على الرغم من انه و في البداية بدت عليه علامات التوتر و الخجل .. بصره مطرق

نحو الاوراق و بالكاد يسترق النظر نحو حنان التي هي الاخرى مطرقة ببصرها

و تارة اخرى باتجاه مها التي تنظر اليه بتركيز تام .. و يبدو انها تتأمل ملامح وجهه جيدا

عيناه الواسعتين.. و شعره الأسود الذي يأخذ انحناءه جانبية نحو اليمين .. بقايا شعرات

قليلة في لحيته .. رائحة العطر الرجالي الغربي التي تملأ المكان ..

:

بدأ الجو العام يصبح اكثر حيوية فبدأت حنان ومها تشاركان في الاجابة عندما يوجه

خالد السؤال لاحداهن في محاولة لاختبارها ..بدأت مها تنطلق في الحديث و الاستفسار

و توجه الخطاب لصاحبتها حنان : اسألي يا حنان عن اي شيء فخالد في الخدمة

بالطبع يا مها فأنتن كأخواتي بالضبط و يبتسم .. !! يجبها خالد

يعاود خالد الشرح الذي بدأ يصبح اكثر متعه .. يلقي كلمة مضحكة من هنا

و تعليق ظريف من هناك .. فتبادره الفتيات مها وحنان الضحك الذي بدا خجولا في بداية الأمر

و لكن الاصوات ما لبثت الا قليلا حتى تعالت .. !!

:
:

وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية الفصل العاشر .. أتمنى انني استطعت ان افيدكما

و ان اوصل المعلومات الى عقليكما ..

بالطبع يا خالد .. تجيب مها بكل تسرع و بالكاد تخرج الحروف من مكانها

ليكون كلامها مفهوما .. فعلا احسدك على مهاراتك الرائعة في الالقاء

و التدريس .. تنظر اليه بطرف عينيها و تقول يجب ان يستبدلوا ذلك الدكتور

البائس كبير السن التعيس بك أنت يا خالد.. وتضحك ضحكة بدلال !

يبادلها خالد الضحك و يشتركان في الحوار الذي تدور فحواه حول

دكتور المادة الدكتاتوري و مهارة خالد في التدريس الجيد .. و كلما زادت

مها في المديح انتفخت اوداج خالد من السعادة التي تعكس الغرور الذي يحمله في

داخله .. !

حنان بدت واجمة في مكانها .. شاردة الذهن .. تبدو انها في عالم غير العالم

الذي حولها .. ! تستيقظ من تفكيرها المنهمك على صوت ضحكات مها

و هي تقول خالد انظر يبدو ان حنان لازالت مصدومة من قدرتك الخارقة

على التدريس .. !!

تنظر حنان الى مها شزرا .. تلملم مذكراتها ..

تقول شكرا يا خالد فقد فهمت الدرس جيدا وباسترسال حتى انها لم تعطي


مجالا لخالد ليبادلها الشكر و الثناء تنظر الى مها ..

مها اريد ان اذهب هل ستصحبينني فقد اخذنا من الوقت اكثر من ساعتين و لابد


من العودة الان .. !

مها تنصدم من تغير حال حنان فجأة .. فقد كانت خلال الشرح متجاوبة و تضحك بهدوء

و تشارك النقاش .. ولكنها الان اصبحت اكثر جدية و تبدو عليها علامات الغضب .. !

تجيب مها بتلعثم .. اود مصاحبتك لكن لازالت لدي بعض الاستفسارات التي اود ان أسأل

خالد عنها .. !!

تحمل حنان حقيبتها بغضب و بنظرة يتطاير منها الشرر ترسلها الى مها

و تقول مع السلامة اذن .. !!

:
:

تمر الأيام وتبدأ حنان بألفة ما كانت تستنكره في الايام المنصرمة ..

فهل يعقل ان تمر حنان في نفس الممر الذي يمر فيه خالد و لا تبادله السلام

بسلام خير منه .. ان هذا يعتبر نوع من انواع الوقاحة و قلة الادب

سلام على الأقل .. !

سلام يعقبه سؤال عن الحال و الامتحان و اساتذة المواد الدراسية .. و ..و ..و

وبعدها بدأت اللقاءات تطول .. فتقف مها و حنان كباقي الاخريات عند باب

القاعة الدراسية قبل دخول دكتور المادة و يتبادلان و زملاءهم في الدراسة

الأحاديث حول مواضيع مختلفة اكثرها خارج نطاق الدراسة بل ويتعداها بكثير

ازياء وموضة .. ممثلين .. افلام سنمائية .. !!!

اهتمام حنان بمظهرها الخارجي يزداد يوما بعد يوم .. وضعها لمساحيق الوجه

بدأ يأخذ منحى اخر .. الوان صاخبة و جذابة بشكل كبير و كأنها تنوي الذهاب

لاستقبال او حفلة زفاف .. !!

تنزل حنان في هوة الخطر شيئا فشئا دون ان تشعر ..

عندما يصحو ضميرها و يبدو بمعاتبتها تحاول قتله او على الاقل قمته

بشتى الطرق و تحاول ان تقنع نفسها من الداخل .. هذا حال الفتاة الجامعية

و انها مجبورة على هذه الصداقات .. و انها لا تعتبر هؤلاء الغرباء سوى زملاء دراسة

و لا شيء اكثر من ذلك .. !

:
:

التدوينة التالية ستكون بداية لقصة حب .. !!

من سينزلق بها .. حنان .. ام مها .. !!

ومع من .. ؟؟