السبت، 22 أغسطس 2009

رحلة حب في بدايتها .. !!

تجف الدموع في عيني حنان و تبدأ نبضات قلبها بالتسارع .. تتسابق الأفكار الى ذهنها ..تكرر النظر .. تسرع أناملها للضغط على فتح.. يتجول نظرها بين الحروف سريعا و يبقى ذهنها خاليا من كل شيء عدا تلك الرسالة التي وصلت من خالد .. ! تبتسم ابتسامة منكسرة .. تسترخي على السرير بهدوء .. تنظر باتجاه النافذة حيث بقايا من أشعة الشمس قبل المغيب..تهيم في التفكير و تضيع في عالم الخيال الوردي .. يزورها طيف الزميل خالد ولكنه الان خالد الصديق .. أو ربما وعلى استحياء الحبيب القادم الذي سيبدد ظلام الوحده القاتلة و سيروي ظمأ الروح الهائمة في عالم معتم شديد القتامة .. !! في عالمها الحالم ترى خالد ..ممسكا بيدها .. ماسحا دمعها ناظرا في مقلتها الشاردة .. تتردد على مسمعها عبارات الرسالة الهاتفية و كأنها تسمعها بصوته ..

" زميلتي حنان أعتذر على التطفل ..ولكنك كنت تبدين حزينة اليوم وشاردة الذهن في المحاضرة .. أتمنى أن لا يكون سفر الزميلة مها سببا في حزنك الشديد و تذكري أن كل الزملاء بجانبك .. وانا هنا لاساعدك .. أعتذر مرة اخرى "

لم يكن من بين أحرف الرسالة ماهو فريد او مميز ليجعل حنان تغط في كل ذلك الهيام و تسبح في ذلك العالم العاشق .. لكنها لحظة ضعف .. عطش روحي يبحث عما يرويه .. خواء عاطفي يبحث عما يشبعه .. شعور بالوحده يتملك حنان ..و يملا عليها الأرجاء وتريد أن تعوضه .. حاجة داخلية لمن يشاركها الألم .. يسمعها .. يفهمها .. يرقب نبضات قلبها.. التي تنبض بشدة ..ضيق تريد أن تخرج منه بأي طريقة كانت !!

تسرقها الذكريات من عالمها الوردي لترميها في احضان الماضي ولتسمع صوت الضمير يتردد من جديد ..لحظة دخولها الجامعة .. مبادئها التي كانت تتشبث بها .. رفضها القاطع للزمالة ..ومواقف اخرى و اخرى .. !! تقطع الشريط سريعا .. تشعر بنشوة من الكبرياء تجتذبها نحو الاصرار على ما هي عليه .. تكمكم افواه الحقيقة المرة التي تصدح بداخلها .. " لقد تغيرتِ يا حنان وانسقت وراء اهواءك البائسة "

تتجه نحو المراة .. تنظر في انعكاس عينيها .. تمسك بخصلة من شعرها و تغني بدلال " اغنية العاشق" ..!! سأرتمي بين أحضان الحب غير اابه بالنهاية فالحياة تجارب .. !! تحدث حنان نفسها بصوت مسموع..

:
:

تنتعش العلاقة بالحب الخفي بين حنان وخالد رغم ان كلاهما يحاول اخفاء صريح تعبيراته و يحاول ان يعبر عن مكنوناته بطريقة مغلفة بالاستحياء و منثور عليها بعض الرسمية و بقايا من مبادئ كانت تؤمن بها حنان في سابق العهد ولكن هيهات للعاشق ان يخفي ما يحمله الفؤاد .. فان صمت اللسان تحدثت العينان و اعلن القلب انتفاضة سريعة تعم الجوارح فيستنفرها فتتجلى معالم الحب صريحة في كل خلية و مع كل نبضة ..

حنان و خالد قصة حب في بدايتها ..


عالمها الداخلي بدأ يتسع شيئا فشئا ليحتوي كل ذلك الحب .. و تلك الاشواق .. هل فعلا انا حنان .. انا الان اسبح في بحر من الحب و اعوم بزورقي الخشبي واركب امواجه باحثة عن مرافئ الهدوء و الاستقرار النفسي الذي افتقده في عالمي الصاخب ..

يستقبلها خالد في أول الصباح ليجريان حديثهما على انغام الرومانسية الحالمة على استحياء يتجهان لقاعة المحاضرة لتبدأ رحلة الهيام تحت قرع كلمات الفلسفة و المنطق التي يقذفها الاستاذ في الهواء وتنتهي الرحلة على اعتاب كلمة نراكم غدا في المحاضرة القادمة .. ! لتبدأ بعدها رحلة اخرى و تتبعها اختها .. الى ان يحين وقت الوداع ..وتجدد اللقاء ..!

:
:

لأول مرة تشعر حنان انها لا تحب العطلة بتاتا .. لا تريد أن تنقضي أيام الكلية رغم التعب .. المحاضرات .. ورش العمل بعض الأساتذة الدكتاتوريون .. لقد أصبحت الجامعة هي مكان اللقاء .. نعم " اللقاء " .. اللقاء رغم سرعة انقضاءه و قلة ساعاته .. ولكنه كان كفيل بأن يجعل ذلك القلب يتعلق بذلك الشخص .. !! يطرب لحضورة و يشقى بالبعد عنه .. لا يرى من جمال الدنيا شيئا يضاهي جمال طلته البهية ولا يسمع منها اجمل من وقع حروفه على مسامعها عندما يقرعها .. خالد هو كل شيء .. ولذلك سأبذل في سبيل حبه كل شيء و لأكن صريعة لحبه ان اراد ذلك مني ورضيه .. هكذا الحب يفعل الافاعيل .. !

:
:

تبدأ العطلة الربيعية و تبدأ معها رقعة الألم تتسع في قلب حنان و حياتها.. فراغ قاتل يملأ الأرجاء .. أينما استدارت وجدت شبحين يلاحقانها شبح الوحدة و الفراغ .. تخرج بصحبة الأهل تارة و الزميلات تارة اخرى لكنها ما تلبث الا يسيرا حتى تعود لتصبح سجينة هذه المشاعر القاتلة .. تتلقى رسالة هاتفية من أحدى الزميلات لها في الكلية : حنان ما رأيك مشاركتنا في الدرس الايماني الذي تقيمه احدى اللجان الخيرية.. أعلم ان وقت العطلة مليء بالفراغ ستستمتعين معنا بالتأكيد..تمسح حنان الرسالة على عجالة فالضمير الحي بدأ يستعيد الحياة من جديد وبدأ نداءه يصدح في داخلها من جديد .. حنان .. لقد تغيرت بسهولة .. !! انظري الى دولاب ملابسك كيف اصبح نوع الملابس التي ترتدين .. انظري الى كل تلك الأصباغ التي تملأ ذلك الرف لتضعيها في وجهك في كل صباح قبل مغادرة المنزل .. قيم تبدلت في داخلك .. مبادئ ابتعتيها في سوق كاسد مزيف زيفته لك مها وباقي الزميلات بقولها الحياة الجامعية تتطلب منا هذا .. يجب ان نجاري التيار .. أصبح لك زملاء .. اصبحت تبادلينهم الحديث و الضحك بعد أن كنت ترفضين هذه العلاقات بشكل قاطع ..ومع هذا كله اصبحت أكثر تعاسة واحباط .. أكثر تعبا .. و اكثر عطشا للدنيا و زينتها الزائلة .. !! ماذا جرى .. المبادئ يا حنان لا تتغير بتغير الزمان و المكان .. و صاحب المبدأ يجب ان يبقى على مبادئه حتى و ان تغيرت الدنيا كلها حوله .. حتى و ان تبدلت جميع قيم الناس و اخلاقهم .. فالنهاية لن يستمر ويبقى غير الصح وما عداه فهو فاني زائل لا محالة
:
:

بالاضافة لكل هذا فهناك شعور داخلي قاتل شديد الالحاح .. تعلق قلبي بزميل الدراسة خالد .. باقة من الاشواق التي اصبحت اشواك تدمي فؤادها الفارغ .. الشارد .. التائه..
تريد أن تبوح و تسترسل بنسج الكلمات لتصنع منها ثوابا للحب و اخر للعشاق ..
تمسك الهاتف ترسل رسالة ..

- ليس العجب ان نشتاق بل العجب ان يزداد لهيب الأشواق في داخلنا رغم البعد -

المستقبل : خالد .. !!

هناك 6 تعليقات:

ســــارة يقول...

رائعة كروعتكـِ يا سارة

لا حرمت فيض ابداعكـ

بانتظار تكملة الحكاية

The.One يقول...

وأخيررررررا يا سارة نزلتيلنا تكملة القصة :) !

كالعادة .. أسلوب ممتاز

شكرا

Hadeel يقول...

بدأت أقرأ
حتى انتهيت
كدت أضغط على التعليقات
تنبهت إلى أن هناك المزيد أسفلها
وعلى عجل
أسفل وأسفل
هناك الكثير
غبت فترة عن سطورك
فشعرت بحاجتي للإعتراف: افتقدت سطورك ^^

أسلوبكِ في القصة بعث فيني احساس:: ما أقوم به وما أضن نفسي أكتبه ليس إلا خربشة .

جميل جدا
بل رائع
أترقبكِ مبدعة دائما

بصمة منـــارية (: يقول...

سارة أختي

ولا حرمت جمال وجودك

ومشاركتك .. (:

________________________

the one

عزيزتي اعتذر على الاطالة ..

الشكر لله عز وجل .. تسعديني دائما (:

بصمة منـــارية (: يقول...

she is me

وسطوري افتقدت صرير قلمك الرائع..

عزيزتي كل خربشة اذا خرجت صادقة لابد أن يكون لها وقع .. فالكلمات الصادقة لا بد ان تحدث قرقعة و تحرك ساكنا و تحيي ميتا في النفوس ..لا تهضمي حق كلماتك فهي جميلة لجمال صدقها ..

كوني قريبة (:

:: بـوح الصمـت :: يقول...

إفتقدنـا أحرفكِ ووجودكِ .. عسى المانع خير خيتوو :) ؟!