الأحد، 15 فبراير 2009

رحلة بحثـــ !



في رحلتي المنصرمة لبيت الله الحرام و التي كانت في رمضان الماضي ..

اختليت بنفسي اتفكر بعظمة الله عز وجل..


و كلما رفعت بصري للسماء

ورأيت عظمتها و وسعها تذكرت أن خالقها أكبر و أعظم ..

وما أنا بالنسبة للسماء الا كذرة تذروها الرياح ..

فكيف بحجمي و صغاري بالنسبة لعظمة الله عز وجل ؟؟

أتفكر في كل هذا فأحس برعشة تسري في جسدي ..

أتذكر ذنوبي و عصياني ..وتقصيري في حق مولاي ..

انظر حولي .. أجد الكثير الكثير من البسطاء و الفقراء

ممن ترقفع أيديهم للسماء و تبلل وجنتهم الدموع ..

أتمنى لو أستطيع أن أبكي مثلهم و أسبل الدمعات الخاشعات

لجلال الله عز وجل .. أحاول مرارا و تكرارا أن أتباكى

أبحث عن دموعي فلا أجدها ..!!

أريد أن أبكي على ذنوبي .. كما يبكي هؤلاء ..

مابال قلبي قاس .. ما بال دموعي لا تسح ؟؟

انقبض صدري .. و شعرت بلوعة و حرقة ..

لماذا لا أستطيع البكاء ..؟؟

لماذا حرمت لذه البكاء من خشية الله .. !!

تذكرت أني أملك سلاح الدعاء .. سأرسل سهامي المتتابعة

و سأطرق الابواب حتى يفتح لي ..

و سأتباكى و أتباكى و أتباكى حتى أبكي ..

سأبتهل و أتضرع و أناجي .. و لن ارجع الى دياري حتى يمن الله عز وجل علي

بنعمة البكاء من خشيته .. و يهب لي قلبا رقيقا .. خاشعا متذللا له سبحانه ..

بدأت رحلة الدعاء .. سائلة المولى عز وجل أن يدخلتي فيمن قال فيهم

(( و رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه )) من السبعة الذين يظلهم الله في ظله

يوم لا ظل الا ظله ..

جاءني الشيطاني مقنطا اياي من رحمة الله عز وجل ..


فهل سيغفر الله عز وجل ذوبي المتتابعة

هل سيغفرها .. !

لن يغفرها .. و الدليل ما أعانيه من قسوة في القلب

و جفاف الدموع .. و ها أنا دعوته لفترة و لم يفتح لي ..

فلا زلت احس بقسوة في القلب و جفاف في الدمع ..

هكذا كان يقول لي الشيطان .. !!


انقبض قلبي و ضاقت بي الأرض .. لمن أذهب اذا اغلق

خالقي أبوابه دوني فلم يقبلني .. !!

وكأن ما كان يبثه الشيطان في نفسي من قنوط من رحمة الله

قد بدأ يتسرب الى نفسي .. فانصاع له ..
:
:
وفي لحظة شرود .. رمقت صبيا صغيرا
يبحث هنا و هناك عن مصدر حنانه وحبه ..
عيناه مشدوهتان يركض يمنه .. ثم يعاود البحث و الركض في

جهة أخرى .. و يصرخ بصوته الناعم .. ماما .. ماما ..
لكن لا مجيب ..

لم تسكن له جارحة ولم ييأس من البحث و الركض


و الصراخ بصوت يكاد يبحه الخوف


و عيناي ترمقانه ..

وبينما هو كذلك .. اذ تهللت أساريره و بانت نواجذه من الفرح

وركض بتعثر نحو صوت حنون كان يناديه


ولدي اني هنا .. تعال
اتجه نحو مصدر الصوت لاهثا و ارتمى في احضان امه


واستمر ملازما لها لدقائق .. و هي تقبله في كل مكان و تمسح دمعاتها


اين ذهبت يا حبيبي .. !!



:
:


استوقفني الموقف ..!


فانقضت علي التساؤلات تساءلني .. !!
و تذكرت عبارة واحدة قالها النبي صلى الله عليه وسلم ..


((ل الله ارحم بهذه من ولدها ))


فرأيتني بحالي هذا المزري و بذنوبي التي اقضت مضجعي


و ألمتني كالطفل .. الضائع الشارد .. الباحث


وان ربي الذي خلقني هو أرحم بي من
فهل تراني اظن أنه سيردني و يتركني لشقوتي و همي ؟؟


و هو القائل (( أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء ))

:



:



تكون في داخلي يقين لا تزعزعه الجبال ..


(( لن يرد الله عز وجل توبتي ..

و لن يتركني لذنوبي ..


و سيكون لتوبتي أشد فرحا من هذه الأم بمولودها .. !!
فتبلوت في عيناي دمعتان حارقتان .. اخرجهما لهيب الحب
لهذا الخالق العظيم .. الذي أنزل سورة كامله في كتابه المقدس


اسمها (( الرحمن )) ..
ليذكرنا كلما انقضت علينا ذنوبنا .. و
اعتقدنا أنها احاطت بنا لتهلكنا ..
وجدناه يخطابنا قائلا لنا ..
انا (( الرحمن )) جل في علاه


وهو القائل (( سبقت رحمتي غضبي )) ..

هو الحيي الكريم .. الذي يستحي أن يرد يدي عبده صفرا خائبتين ..


يا ابن ادم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا
ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا ..
لأتيتك بقرابها مغفرة ..


:
:



على هالهامش :


انصح الجميع بقراءة كتاب








(( كيف نحب الله و نشتاق اليه ))

للدكتور مجدي الهلالي ..

الكتاب من النوع المتوسط يقع في 151 صفحة

تجدونه في المكتبات الاسلامية ..
رائع .. رائع .. رائع ..

و ستخرجون منه برؤية جديدة و مشاعر نابضة بحب خالقكم ..

:


:


SARA



هناك 11 تعليقًا:

Qanoonya~6moo7a يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيف حالكِ أختي الغالية سارة؟!


لا أعلم عندما قرأت المقال تذكرت
حملة ركاز الخامسة

يا ترى يغفر لي و الجواب:-

أبــشــر...فـرحـمـة الله واسـعـة
:)

سبحانه رحمته وسعت كل شي


دمتي بخير و سعاده :)

Qanoonya~6moo7a يقول...

و الكتاب واضح عليه رووعه
إن شاء الله أشتريه و أستفيد منه

شُـكـراً
:)

MoRooJiA يقول...

اولا اشكرك اختي الكريمه على سرد هذا المقال الرائع لقد اعجبني حقا .. سبحانه الله الغفار رحييم بعباده ولاكن العباد ظالمون لنفسهم لو يتقربون منه ساعه واحد لعرفو الحب الحقيقي واللذه الحقيقيه ..

بأذن الله سوف اشترى الكتاب :)

اشكرك مره اخرى وان شاء الله لان تكون آخر زياره لي لمدونتكم واتمنى منك زياره مدونتنا:)

غير معرف يقول...

بوركتي سيييره العزيزة!

جاءت كلماتك في الوقت المناسب ..
ساشتري الكتاب باذن الله !

Abdulrahman Alebrahim يقول...

عودا حميدا يا ساره

مقال متميز جدا بصراحه عشت معه الجو الايماني التي كنتي تتحدثين عنه تشبيهاتك بليغه واسقاطاتك رائعه :)

اتمنى لك التوفيق

Manal يقول...

تقبل الله اعمالكم
ما اجمل ذلك المكان

وما اعظمها من مشاعر واحاسيس

:)

نسألكم الدعاء

بصمة منـــارية (: يقول...

وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته ..

مرحبا بك اختي الغالية منال ((:

أنا بخير و عافية و لله الحمد والمنة

فعلا .. أبشر

دائما تراودني الاية (( غافر الذنب و

قابل التوب ))

نعم سبحانه من اسماءه انه الواسع ..

الذي و سع كل شيء رحمة وعلما ..

غفر الله لنا ولكم و ادخلنا في واسع

رحمته .. (:

جزيتي خيرا

:
:
:

مرحبا عزيزتي مروجية و سعيدة بوجودك المثمر .. لو عرفنا الله عز وجل حق المعرفة لذبنا شوقاو حبا ..

اذاقنا الله و اياكم لذيذ حبه ونور معرفته ..

:
:
:

جزيتي خيرا صديقتي ندى الجنة (:

ونفعك الله بالكتاب ..

بصمة منـــارية (: يقول...

مرحبا اخي الكريم (( رجل يحمل

مشاعر ))

الحمد لله .. هذا من فضل الله علينا و

على الناس ..

و استعملنا الله و اياكم في طاعته و

فيما يحب و يرضى ..

جزيتم خيرا

:
:

مرحبا عزيزتي منال .. و طاعاتكم و المسلمين يارب
ورزقنا و اياكم عمرة قريبة نغسل بها القلوب (:

حفظك المولى ..(:

:: بـوح الصمـت :: يقول...

قـبل أيام قلائل عدت مـن هناك حيث الروحانية التي لا توصف :')

سبحانه ربي كريم حليم رحمن =)
صدقتِ فـي كل ما كتبتِ وهيجتِ الأشجان !

كانت لكِ الكثير من الدعوات فـي عمرتي ;*

أعرفكِ من بعيد ;q

أمـا عن الكتاب وصلني إهداءً من شقحة صديقتي الصدوقة لـوول , وأوصتني بالدعاء لكِ لإنكِ أنتِ من اختاره .. =)

فاحتواكِ القلب بصدق الدعاء - ولا يزال - :)

فجزاكِ الله عنّا خير الجزاء وبوركتِ ووفقتِ وتبوأتِ من جنّة الفردوس منازلاً وقصوراً :)

كتاب رائع يشحذ الهمم كان لـي رفيقاً طوال عمرتي وأخذته أقرأه بتمهل خوفاً من أن ينتهي !

فالحمدلله أولاً وأخيراً كما ينبغي لعظيم وجهه وجلال سلطانه =)

لكِ ودي وتقديري ..

وتقبل الله منكِ ومنا صالح الأعمال وتاب علينا إنه هو التواب الرحيم ..

أعتذر على الإطالة , ويشرفني أن تزوري مدونتي المتواضعة التي حطت رحالها للتو =) !

بصمة منـــارية (: يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

عزيزتي بوح الصمت ..ابهرني تعليقك الجميل .. و حمدت الله عز وجل الرزاق الذي رزقني جزءا من دعائك دون ان احتسب .. تقبل الله طاعاتك و اثابك خيرا و ضاعف لك في الاجر و المثوبة ..
فجازاك مولاي عني خيرا وبرا


اما عن الكتاب فاسال الله عز وجل ان لا يحرمني و لا انت و لا شقحة الاجر وان ينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما انه هو العليم الخبير

لي زيارة قريبة لمدونتك التي من عنوانها يبدو انها تحوي الكثير الكثير ..

ولا تحرميني وجودك و دعاءك صديقتي (:

assafir asshafi يقول...

بدأت قراءة هذا الكتاب وهو فعلا كتاب فيه من الفوائد الشيئ الكثير وإسمه على مسماه أسئل الله أن يلين يه قلوب قد قسة