الجمعة، 17 يوليو 2009

خطوة نحو الحب .. ! (2)



استلقي على سريري رافعة بصري للأعلى و كأنني أتأمل سقف غرفتي ..

اغمض عيناي بهدوء في محاولة للاسترخاء .. افتحها مرة اخرى

اعيد اغماضها .. لأغرق في بحر من الذكريات و الاحداث التي مرت علي

في هذا اليوم الذي انتظرته اياما .. وها هو قد انقضى بلمح البصر .. !

استعدادي للجامعة .. ملابسي الجديدة .. استيقاظي المبكر ..

مها ولقائي بها .. القاعة الدراسية .. ذلك الطالب .. ال..

ذالك الطالب .. نعم ذلك الطالب .. !!

جميع الأحداث مرت علي بسلاسة تقريبا .. و لكن ذلك الطالب

الوقح هو الحدث الوحيد ربما .. الذي اثارني في هذا اليوم

كيف يتجرأ .. ؟؟ ألم يجد مكانا اخر غير المقعد الذي بجانبي .. ؟؟

القاعة تسع جمال و ليس جمل .. فلماذا ضاق المكان بهذا (( الغبي ))

الم... !!

الأدهى و الأمر هو كلام (( مها )) عندما اسررت لها بتغيير مكان جلوسنا فورا ..

فكانت باردة التصرف .. بل و قالت

(( عليك ان تتذكري انك طالبة جامعية .. وهذا وضع الجامعة ))

صرخت بأعلى صوت مسموع و انتفضت من مكاني .. !!

غبااااااااااااء يا مها .. هرااااااااااااااااااء ..

لست انا التي تتخلى عن مبادءها ..

و هل وجودي في الجامعة يعني انه سيكون لي زملاء من فئة الذكور

هذا ما لا يمكن أن يكون .. !! هذا ضرب من ضروب المستحيل ..

اصمت لبرهة بعد ان حادثت نفسي و كأنني كنت احادث مها ..

ادير بصري في الغرفة مرة اخرى ..

و ارجع لاستلقي بهدوء باحثة عن النوم في هذه المرة و ليس الاسترخاء

اتقلب مرات و عيناي مفتوحتان و اعاود تذكر المشهد و مادار فيه ..

بعدها احاول تغيير الموضوع و افكر .. ما ذا سيكون غدا ؟؟

و على اي الملابس سيقع اختياري ؟؟

:
:

تمر الأيام تتلوها الأخرى و هذا ديدني .. وهذا روتين حياتي الجامعية

ارجع الى البيت بعد تعب و نصب .. اجلس مع اهلي .. اقضي بعض دروسي

ارجع للتفكير مرة اخرى بما دار قي يومي .. و ماذا سألبس ليوم الغد

و ما نوع مساحيق الوجه التي سأضعها و كيف سيكون نمطي الخارجي .. ؟؟

بدأت اشعر بالملل و الرتابة فجميع عوامل الاثارة اصبحت في نظري روتين ..

وروتين ممل .. ابحث عن شيء مميز .. اريد ان اقضي على لحظات الضجر التي

تنتابني في احيان كثيرة .. !!

:
:

كم اشعر بالغثيان من ذلك الطالب الذي يحب ان يكون فيلسوف زمانه في

مادة (( علم المنطق )) التي اخذها كمادة اختيارية في هذا الفصل ..

كثير التعقيب و الجدال لدكتور المادة .. يحاول ان يلفت نظر الفتيات عن طريق

بعض الكلمات العشوائية التي يلقيها بقصد اثارة الضحك في القاعة الدراسية ..

اشعر بالاختناق الشديد عندما اراه يدخل للقاعة الدراسية بلباسه الغربي السخيف ..

تلتف حوله الفتيات كالذباب .. احداهن تصبح عليه بالخير .. بينما تحاول

الاخرى التغنج بصوتها للفت نظره ..

اكرهه هذا المنظر السخيف جدا .. و لا اتقبله من اي طالبة او حتى طالب

هذا بالنسبة لي ضرب بالقيم الدينية و الاعراف عرض الحائط .. !

:
:

الو مها .. يكاد رأسي ينفجر من الصداع .. لم استطع فهم و لا كلمة واحده من

الفصل العاشر و امتحاننا النهائي سيكون بعد ثلاثة ايام فقط ..

مها لقد توقف عقلي و لم اعد قادرة .. مها

و انفجر بالبكاء و ينقطع الكلام و لا تسمع مها سوى شهقاتي المتتابعة

حنان عزيزتي .. لا تقلقي ستفهمين هذا الفصل جيدا سأساعدك غدا صدقيني

كيف يا مها و انت نفسك اخبرتيني لم تفهميه .. ؟؟

لا تقلقي لقد اتفقت مع احدهم ليدرسنا هذا الفصل ..

أحقا ما تقولين يا مها .. و هل فعلا سيكون الشرح مفيدا ..

بالتأكيد مائة في المائة يا مها لا تقلقي .. هيا جففي دموعك

واذهبي لمشاهده الفلم الأجنبي الذي سيعرض على قناة السعادة في التاسعة

انه رائع .. سينسيك الامتحان و صداع الرأس و الالام ..

جميل جدا و رائع .. اريد التغيير فقد سئمت .. تعبت .. رأسي يريد ان ينفجر ..

:
:

أذهب مسرعة للقاعة الدراسية رقم 4 قي مبنى الرياضيات الذي اخبرتني عنه مها

لحضور الشرح الخاص بالفصل العاشر .. لم يسعفني الوقت لأراعي مظهري الخارجي

ولوضع بعض الاصباغ على وجهي ليكون اكثر جمالا ..

المكان هادئ جدا و لا اسمع سوى خطوات قدمي المتتابعة التي تضرب على الأرض

بسرعه .. اصل للقاعة اربعة ..

افتح الباب باندفاع فقد مضى من الوقت خمس دقائق تقريبا ..

اوووه عفوا .. ااسف على الازعاج يبدو انني مخطأة.. وبينما اهم باغلاق الباب

اذ بي اسمع صوت مألوف من الداخل يناديني حنان
تعالي هذه انا .. مها

مها .. !!!!!

اعاود فتح الباب بهدوء و انظر بعيناي عبر فتح الاب الصغيرة ..

تغمرني الدهشة ..

مها .. !! ومن ذلك الشاب الذي يجلس على الطاولة مقابلا لها ؟؟

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!!!

:
:



للقصة بقية

sara al-marzouq