الخميس، 27 مارس 2008

لنستعذب الالم ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


سبحان الله قبل فترة قرأت في احدى المجلات المشتركة فيها مقاله بعنوان (( دعوة للتألم )) استغربت هذا العنوان .. وزاد استغرابي و اعجابي بعد قراءة المقالة التي كان ملخصها هو ان للالم برغم من مرارته الا ان له طعم ومذاق جميل لا نجده في الفرح ابدا .. فالالام و الشجون هي من تلد لنا الامال و من عمق الظلام تنبثق الانوار و تشتعل الشموع
الالم يخرج مكنونات انفسنا و يعيننا على التعبير و الشعور اننا نملك قلوب حية لا زالت تنبض و مشاعر مرهفة حساسة رقيقة ..قد نكون خسرنا الكثير في معركة من معارك الحياة لكنني أعتقد ان هذه الخسارات كلها تتهاوى أمام شعورنا بمقدار الوفاء الذي تحمله قلوبنا فلسنا من اؤلئك الذين لديهم القدرة على ان يجعلوا قلوبهم تحت اقدامهم و يمزقوا ما تبقى فيها من وفاء لايام خوالي و ذكريات محفورة في الافئدة بل في أعماقها .. لم نخسر ولكننا ربحنا قلوبنا ومشاعرنا و احساسنا بالوفاء الذي اختلط باحشاءنا ..
:
الالم اكبر مدرسة حياتية.. على الرغم من انه معلم قاسي الا اننا لن نتعلم شيء و يكون حاضر في أذهاننا كما نتعلم من الالم .. فالافراح على ما تحمل من سعادة و انشراح الا انها لا تعلمنا ما يعلمنا اياه الالم ..!

الا ترى تلك الجموع الحرة الثائرة في انتفاضة القدس وغيرها.. من الذي اخرجها ومن الذي فجر ثورتها ؟؟

انه الالم و انها المصاعب و المحن .. !!

انظر للمريض و هو مسجى على سريره الابيض .. فعلى الرغم من ضعفه الا انه يملك قلبا معلقا بالله عز وجل.. و فؤادا مجردا الا من التوكل على الله عز وجل .. وقد لا نشعر بهذا الشعور الا في حال المعرض والمصيبة فيا الله ما اعذبه من شعور و ما اجمله من احساس .
:
الابتلاء هو احد معلمي مدرسة الالم .. واشد الناس بلاءا هم الانبياء ثم الذين يلونهم و الذي يلونهم
فاذا ابتليت بمرض او بفقد عزيز او بفراق قريب ..اسجد لله عز وجل شكرا وامتنانا و عرفانا .. فالملايين تبتلى و تمتحن كل دقيقة و اشد الابتلاءات هو ابتلاء الدين .. لو كلفك هذا البلاء كل شيء ثمين و غالي في حياتك .. احمد الله عز وجل انك لم تفقد اغلى الاشياء وهو الايمان ولم يكن بلاؤك في دينك و عقيدتك
التي ان خسرتها وربحت مافي الكون اجمع .. فأنت اخسر الخاسرين
قلتها يوما وسؤرددها ملأ فمي ..

اقبل أن تخسر كل شيء .. في سبيل أن تكسب ايمانك ..
:
رسالة اخيرة من الالم يقول لك فيها :


لولا الانين لما عرفت طعم الحنين
فمن الالم .. ارتفعت يداك لله عز وجل
وسمعت السماوات جميل صوت دعائك وندائك
الا يكفي ان الله عز وجل سمع نجواك و شكواك و انت تتملق له
الا يكفي ان الالم أخرجت دموعا يحبها الله عز وجل وقد حرم عيني صاحبها عن النار
الا يكفيك ان الالام هي رسالة حب ربانية من الله عز وجل لك ؟؟
الا يكفيك ان ذنوبك تتناثر و تتهاوى و قد تكون ممن يمشون على الارض دون
أن يكون عليهم ولو خطيئة واحده ..
الا يكفيك ان الالم و المرض و المصيبة.. كانت سبب في رجوعك واوبتك لله عز وجل
وانطراحك بين يديه ؟؟
:
:
انظر للحياة من جانب مشرق دائما .. وانظر دائما للجانب الممتلئ من الكأس
حينها ستتذوق عذوبه الالام و حلاوة النكبات و المصاعب ..

(( احسب الناس أن يتركوا أن يقولوا امنا وهم لا يفتنون ،، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدوا وليعلمن الكاذبين ))
sara

هناك تعليقان (2):

Kuw_Son يقول...

رب محنة في طيها منح و رحمات ..

موضوع طيب :)

بصمة منـــارية (: يقول...

مما قيل قديما ..

ولرب ضائقة يضيق بها الفتى
ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فُرجت وكنت أظنها لا تُفرج

شكرا جزيلا و طيب الله ايامكم و بارك في اعماركم (: