السبت، 24 مايو 2008

حب .. من نوع اخر !



عدت الى البيت و قد أجهدني التعب ..

بعد يوم حافل بالأحداث سواء تلك الدراسية

أو المواقف العفوية مع الصديقات

خلف اسوار ذلك المبنى الذي يجمعنا

و الذي يطلق عليه اسم (( جامعة )) ..

دخلت الى البيت و اثار التعب بادية بشكل

واضح على محياي

واذا بأبي يجلس على اريكته المعتادة في الصالة

يطل من خلال النافذة على الحديقة..

و يبدو أنه شارد الذهن يفكر في أمر ما .. !!
:
:


القيت عليه التحية و السلام .. كيف حالك أبي .. ؟؟

استدار براسه نحوي .. و رمقني بنظرات اعتقد انها


تحمل بين طياتها الكثير من الاحاديث

و تريد أن تختصر الكثير

من المشاعر التي يخبئها في داخل فؤاده !!

قال لي مرحبا .. بنيتي ..

اتمنى ان تكوني بخير ..

اذهبي للراحة فاثار التعب بادية على محياك ..

ختم كلامه بابتسامة غريبة !


لا أعلم هل هي ابتسامة عتاب ..!!

أم ابتسامة محبة !! أم .. لا أعلم

لكن كل ما اشعر به انها ليست ابتسامة عادية

و انها تحمل في طياتها الكثير !!


ابتسم ..

و استدار مرة اخرى نحو النافذة ليكمل شروده !!

و لا زالت عيناني ترمقه .. !!

اكملت طريقي .. نحو غرفتي ..

و ابتسامة ابي الغريبة لا تكاد تفارق خاطري

و تتبعها مئات التساؤلات ..

ماذا يريد أن يقول أبي ؟؟

و لماذا هذه النظرة المنكسرة الغريبة !!


دخلت غرفتي و ألقيت بأثقالي و احمالي الدراسية

على مكتبي ..

و قضيت ما تبقى من الوقت في غرفتي ما بين اتصال

هاتفي بمن يحب قلبي من الصديقات

و قراءاتي المتفرقة في الكتب و المجلات

و بعدها الانترنت ..

اخرج من غرفتي لأحتسي كوب القهوة و بعدها

أرجع لامارس عزلتي في غرفتي .. !!
:
:
طرق احدهم الباب .. سارعت لأسأل : من ؟؟ ..

أنها أمي .. !!

تذكرت أنني لم اذهب لاسلم عليها

و أسأل عن حالها خصوصا انني لم اجلس

معها لاداعبها وابادرها الضحك

و الحديث كما أفعل مع صديقاتي منذ زمن ..

سارعت لافتح لها الباب ..

مرحباً سارة .. !!

بادرتني بسرعة لتحتضنني و تضمنى الى

صدرها بشدة ..

و انا اقف واجمة و جامدة !!

ألم تشعري بشوق الي كما أشعر أنا بذلك ؟؟

سألتني !!

احسست ان في عينيها تختبئ دمعات ..

أجبتها أن نعم .. !!

أمسكت بيدها و ادخلتها الى غرفتي التي

تعج بالازدحام ما بين كتب متناثرة و

اجهزة الكترونية مبعثرة ..

أجلستها على فراشي و عينيي

تعانق عيناها التي تكاد ترسل دمعات حارة

لكنها تحاول اخفاءها !!

امسكت بيدي و بيدها الاخرى هي تتحسس وجهي

و تسألني كيف حالك ..

أتمنى أن لا تكوني منهكة .. !!

لم تكتحل عيناني برؤيتك منذ فتره ليست بالقصيرة ..

تأتين لتلقين السلام و بعدها تلزمين غرفتك

الى صباح اليوم الاخر

لتودعينا الى الجامعة !!

أجبتها أن نعم .. انا اسفة

و لكن عندي الكثير من المشاغل و الدراسة

و الامور التي تسرق من وقتي الكثير !!

أجابتني : اتفهم وضعك جيدا ..

لساني لا يفتر عن الدعاء لك أبدا أنت و اخوتك ..

فقط أردت أن اقول لك ..

انني شعرت بشوق لا يكاد يفارقني لنجلس معا و نتسامر


فقط أردت أن اقول لك ..

أنك تخرجين من البيت كل يوم و يتبعك قلبي ..


فقط أردت أن اقول لك ..

انني قبل يومين كنت أعاني من صداع شديد

في رأسي

تمنيت أن اشعر بحنان يديدك يلامس رأسي

لينسيني الالم ..

فقط أردت أن اقول لك ..

أنني كنت أتمنى هذه اللحظة التي تكبرين فيها

و كنت أتمنى أن أشعر بابنتي تسقيني ربع الحنان

الذي سقيتها به حتى تكبر و تصبح فتاة يافعة ..

فقط كنت اريد أن اقول لك ..

انني بحاجة لك !!

لكن يبدو أن مشاغل الحياة .. أشغلتك

عن حبــ امكــ الدافئ

و يبدو انك وجدتي في الصديقات

و الزميلات ما يغنيكِ

عن الارتماء بين أحضاني كالطفلة .. !

و يبدو أنك لم تعودي بحاجة لجزء

ولو بسيط من حناني !

يبدو ان مشاغل الدراسة و الصديقات

اختطفتك

من بين أحضاني بعد أن

كنت تسكنين بين جنباتي .. !

قامت من مكانها سريعا تريد

أن تغادر غرفتي ..

لأن موعها بادرتها بالخروج !!


بادرتها لأحتضنها ..

واقبل رأسها ..

و أعتذر لها .. !!

اااااااااااااسفة !

فليس عندي ما اقولة لادافع به عن نفسي !!

فأنا فعلا مقصرة و قاسية

و جافة تجاه

هذا القلب النابض بالحنان !
:
:
:

احساس : الأم .. هي نبع حنان لا ينبض أبدا ..

كلما استقينا منه و ارتوينا ازددنا له عطشا

و زاد هو غزارة ووفرة

و عذوبة ..

اكثر شعور مؤلم و أقسى احساس على ذلك

القلب الرقيق ..

هو الشعور ان الابناء قرة العين وثمرة الفؤاد

لا يبادرون ذلك القلب

الاحساس ..

و لا يولون ذلك الحس الأمومي المرهف

أدنى اهتمام او رعاية ..

:
:

كما رعونا صغارا .. لنرعاهم كبارا ..

و كما كانوا لنا الااض و السماء ..

لنكن لهم الارض و السماء ..

كما انهم القلب الكبير ..

لنكن لهم مثل ذلك

كما انهم يحتوننا ..

لنحتويهم ..

:
:

انهما الشمس و القمر

ان غابا عن الحياة ..

أظلمت الدنيا و غاب الاستقرار و السكون !!

:
:

رسالة الى (( أمي و ابوي ))

و ان بعدت و جفيت .. وعصيت !

الا انني ..


أحبكـــــــــــم )":



sara

هناك 6 تعليقات:

Qanoonya~6moo7a يقول...

السلام عليكم

:)

صحيح أحياناً تشغلنا دراستنا عن
والدينا
آنا أذكر مرت علي فترة من شدة الدراسة ما أشوف أحد كلش لمدة ثلاث أيام شي جذي حتى الأكل
كله بداري و أحس إني فاقده شي كبييير
إهما أمي و إبوي
و من يومها ما أدرس إلا مع أمي و إبوي
يراجعون لي و جذي حتى حصل موقف طريف
خالتي تقول بس ريحوا أمكم من إنتوا صغار إهيا تدرسكم و ألحين إنتوا كبار خلاص إعتمدوا على نفسكم و طبعا الحجي موجه لي لأني آنا الوحيدة للحين اللي كله دراستي مع أمي و إبوي


و مثل ما قلتي الإنترنت يأخذ وقت كبير و ساعات طوال و إحنا مجابلينه و صار الاب توب معانا بكل مكان :)

بس بالنهاية لازم نلتفت لأحبابنا و نشعرهم بحبنا تجاهم لأن أكيييد محتاجينا
حوالينهم حتى لو ما قالوا لنا بطريقة مباشره إهما محتاجين هذا الحب و الحنان
مثل ما إحنا محتاجينه
=)

و دمتي إختي الغالية لمن تحبين
^_^

eJTeYa7-9aMT يقول...

يالله كأن الكلام موجه لي :"\

فعلا كثيرا ما نغفل عن تقصيرنا بحقهم


أطال الله بأعمار والدينا وجعلنا بارين لهم


جزاج الله خير على التذكره والله ادمعت عيني :"|

Najmah يقول...

ساااارة
بصدق الدمعة اللي انزلت من عيوني
اشكرررررج
:**

الله يخليهم لنا ويعيننا على برهم

بصمة منـــارية (: يقول...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

مرحبا منال .. (:

نعم صدقتي .. و هذا الموضوع كان موضوع

نقاش بيني و بين رفيقات الجامعة (:

وفعلا احسسنا جميعا بالتقصير تجاه هذه

القلوب الرائعة (( الام و الاب ))..

لذلك أحببت أن اسلط الضوء هذا الاسبوع

على هذه القضية الهامة .. و الفت

الانظار حولها ..

أدامهما الله لك عزا و ذخرا .. وادامك

لهما بنت بارة و جعلهما بابك لدخول

الجنة يارب (:

تقبلي تحياتي (:

بصمة منـــارية (: يقول...

عزيزتي أنين الفجر .. (:

سعيدة بزيارتك الرائعة و حديثك ..

ممم .. لنغتنم الفرصة طالما انهما لازالا

بيننا في حالة صحة و عافية و الحمد لله

فعلا انهما بحاجة لرعاية و حنان كما نحن

نحن .. فاللهم اعنا على برهما و

الاحسان اليهما ..

وفقك الله عز وجل لذلك ولما يحب و يرضى

و أدام لهما الصحة و العافية ..

بصمة منـــارية (: يقول...

عزيزتي (( نجمتنا الساطعة )) دائما ..

شكرا لك و لروعة رقة ما تحملين من

مشاعر (:

اسأل الله عز وجل أن يرزقنا برهما و

يجعلهما سبب لدخولنا الجنة من اوسع

ابوبها ..

حفظك الله و رعاك (: